Articles

في حضن الطّبيعة… احتفاء بيوم المؤسّسين الـ146

في التّاسع عشر من نيسان، وتحت ظلال أشجار الصّنوبر العريقة في محميّة بكاسين — جزّين، صدحت أصوات طلاّب الثّانوي الثّالث من ثانويتيّ المقاصد وحسام الدّين الحريري، حاملين معهم روح المؤسّسة الّتي ولدت من رحم صيداء قبل 146 عامًا، وما تزال تنبض عطاءً وفكرًا ورسالة.

في هذا اليوم المميّز، الذي يحمل عبق التّاريخ وشموخ من مرّوا من هنا، نظّمت جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في صيدا، نشاط Hiking مشتركًا، جمع أكثر من مجرّد خطوات على الدّرب. كان اللّقاء بين أبناء المقاصد بمثابة تجديد عهدٍ مع الطّبيعة، مع الأرض الّتي لطالما كانت شاهدة على مسيرة مؤسّستهم العريقة، الّتي ما انفكّت تحفر اسمها في سجلّ التميّز التّربويّ والاجتماعيّ والثّقافيّ.

المقاصد، هذه المدرسة التي لم تكن يومًا مجرّد جدران وأبنية، بل كانت فكرة… فكرة حملها المؤسّسون الأوائل وأهدوها للأجيال، فأنجبت قادة ومفكّرين، وحفظت للعلم مقامه وسط تحدّيات الأزمنة.

وكان الهدف من هذه المبادرة أكثر من مجرّد نزهة بين الأشجار؛ إذ أراد المنظّمون أن يعيش الطّلاّب معنى الانتماء إلى الأرض والوطن، وأن يتنفّسوا هواءً نقيًا يشبه طموحهم، ويتأمّلوا في سكون الطّبيعة حكاية مؤسّسة ما زالت تمضي في درب الأمل. فالاحتفاء بالمؤسّسين ليس في ذكر أسمائهم فقط، بل في استحضار إرادتهم الصّلبة، وفي زرع تلك الرّوح في قلوب شباب اليوم.

على مسارات بكاسين، ارتسمت خطوات واعدة، وتمازجت ضحكات مع أصوات الطّيور، وكتب طلاب الثّانوي الثّالث فصلًا جديدًا من فصول العلاقة الوطيدة بين المقاصد وأبنائها… علاقة تؤمن بأنّ بناء الإنسان لا يتمّ فقط في الصّفوف، بل في حضن الطّبيعة، حيث يتعلّم المرء احترام الجمال، وفهم قيمة العطاء، والانصهار في حبّ الوطن.

هكذا احتفلنا بيوم المؤسّسين الـ146… لا ذكرى تمرّ، بل قصّة تتجدّد.

هنادي فرحات

منسّقة اللّغة العربيّة وآدابها في القسم الثّانويّ