Articles

العودة إلى المدرسة

   في هذا العصر، عصر الانفتاح ، العصر المثقل بالمتناقضات الّتي تعانيها البشريّة، صار من الملحّ ربط التعلّم بالحياة؛ أي التعلّم للحياة، لأنّ غاية التّربيّة الأساسيّة مساعدة المتعلّمين على صقل مهاراتهم ونمو شخصيّتهم للاندماج في محيطهم ومجتمعهم. فعلى المتعلّمين أن يعملوا بكلّ ما أوتوا من قوّة وثبات على بناء مجتمع يسود فيه السّلام، من خلال امتلاك تلك المهارات، كي يكونوا قادرين على إدارة شؤونهم الذّاتيّة بمسؤوليّة ووعي، والتّكيّف مع الظّروف والمتغيّرات كافة. وقد قدّم عام 2020 درسًا مهمًّا في تعلّم كيفيّة التّعامل مع التغّيير، فالتّغيير جزء طبيعي من الحياة، ويجب أن نكون قادرين ومستعدّين لتغيير المسار عند الضّرورة.

لقد تبدّلت أمور كثيرة في حياة المتعلّمين، خلال عامي “التّعلّم من بعد” والالتزام بالحجر المنزلي بسبب جائحة كوفيد19، كما أنّ نموهم الاجتماعي تأثّر تأثّرًا واضحًا في مختلف المراحل العمريّة، لاسيّما الفئات العمرية الصّغيرة. لذا، كان من المهمّ التّفكير مليًّا في كيفية تحفيزهم وتشجيعهم على استعادة حماستهم واندفاعهم نحو المدرسة، ليواصلوا رحلة التّعلم بإيجابيّة وشغف.

   وقد بدأنا عامنا الدّراسي منطلقين من محور “من نحن”، إيمانًا منّا بضرورة تعرّف المتعلّم إلى مواطن قوّته والجوانب الّتي بحاجة إلى أن يطوّرها، وكيف يمكنه أن يتحدّى العقبات والصّعوبات الّتي قد تواجهه، إضافة إلى وضع خطة معايير النّجاح الخاصّة به، وامتلاك المهارات المهمّة (كمهارات الإدارة الذّاتية والتّواصليّة) ليكون فردًا ناجحًا في إدارة ذاته ومجتمعه والعالم من حوله. فاطّلع المتعلّمون على مجموعة من المصادر الأدبيّة المختلفة من قصص وعروض بصريّة ثابتة ومتحرّكة ، كما عملوا ضمن مجموعات تعاونيّة لتعميق المفاهيم، لاسيّما مفهوم”الكفاءة الذّاتيّة” ومفهوم “القوّة المحرّكة”، وتعرّضوا لوجهات نظر متعدّدة؛ فأدركوا أهميّة الدّور والمسؤوليّة الملقاة على عاتق كلّ فرد منهم، ما أدّى إلى إغناء معرفتهم، وربط كلّ ما تعلّموه بحياتهم وتجاربهم الخاصّة؛ فكان تعلّمهم حقيقيًّا وواقعيًّا.

  يمتلك كلّ متعلّم طاقات وقدرات بنّاءة، واكتشافنا لهذه الطّاقات والعمل على تعزيزها وتطويرها واستثمارها كي يكون متعلّما مدى الحياة، هو الّذي يصنع المستقبل في مجتمعنا، “ففي بناء الإنسان تبنى الأوطان”.

معلمات الصّفّ الأول

WhatsApp