Articles

خطوةٌ رائدةٌ نحو جيلٍ مبادرٍ

كيف السّبيل إلى إعداد أجيال الغد؟ ما هي ملامحهم؟ آفاقهم؟ وكيف نستطيع بناء جسور الأمان الّتي ستربطهم بمستقبلهم؟ كلّ هذه الأسئلة وأكثر، شكّلت هاجسًا من هواجسنا التّربويّة في ثانويّة حسام الدين الحريري، الّتي اختارت درب التّميّز والفرادة في العمل التّربويّ، ممّا جعلنا نعمل طوال العام رغم التّحديات والظّروف، على مشاريعَ داعمةٍ لرؤيتنا التّربويّة الرّائدة في إعداد جيلٍ فاعلٍ مُبادرٍ ومُبتكِرٍ، فكانت فكرة الوكالة الطّلّابيّة.
إنّ مشروع الوكالة الطّلّابيّة يعمل على تكوين الشّخصيّة المتكاملة والمتّزنة للمتعلّم من النّواحي الاجتماعيّة والنّفسيّة والعقليّة، في إطار أكاديميّ تربويّ، بحيث يكشف عن شغف المتعلّم وميوله، وينمّي قدرات القيادة لديه ويطوّر مهاراته، كما ينمّي روح الإبداع عنده خارج القاعات الدّراسيّة، وبعيدًا من المناهج ليصبح قادرًا على العطاء وتحمّل المسؤوليّة تجاه مجتمعه.
وانطلاقًا من رؤية ثانويّتنا في إعداد جيلٍ يعتمد التّعلّم الذاتيّ مدى الحياة وقادرٍ على اكتشاف مواهبه، وتنمية قدراته على البحث وصقلها، واجتماعيّ ماهر في الانفتاح الإيجابيّ على المجتمع، فقد ارتأينا أهميّة مشاركتهم في عرض مشروع الوكالة الطّلّابيّة بالتّوازي مع إطلاع الأهل على مسار هذا المشروع ومستجدّات العمليّة التّعلّميّة التّعليميّة الّتي يشارك فيها أبناؤهم.
وقد كان ذلك من خلال اختيار متعلّمي الصّف العاشر الإنكليزي بشعبتيْه (المنهج اللّبنانيّ)، مجالًا يناسب شغفهم ضمن العناوين الآتية: تعامل المجتمع مع ذوي الاضطّرابات السّلوكيّة، الثّقة بالنّفس وأثرها على الفرد والمجتمع، أثر الهوايات على الصحّة النّفسيّة للفرد، دور الفن في الحياة وأثره على الفرد، تأثير الفقر على الصّحّة النّفسيّة، وسائل التّواصل الاجتماعيّ، مساعدة العائلات المتعفّفة، الصّحة النفسيّة لليتيم – مساعدة ماديّة للأيتام، أهميّة العلم – مساعدة طالب علم، الرّفق بالحيوان، كيّفيّة التّعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة ودعمهم، العلاقات المضطّربة بين الوالدين والابن الصالح. إذ انقسم الصّف إلى مجموعاتٍ اهتمّت بالبحث المعمّق للاطّلاع على تفاصيل الموضوع، وقد تنوّعت مهام كلّ مجموعة بين الزّيارات الميدانيّة، الجولات على الصّفوف، توزيع الاستبيانات، إعداد المقابلات وورش العمل، وإعداد الـ Bake Sale .
كلّ ذلك قد حصل في جوّ من الحماس والمنافسة الإيجابيّة الإبداعيّة في طرح الأفكار، والعمل التّطوّعيّ الاجتماعيّ والتّوعويّ الثّقافي، ممّا عزّز روح الإبداع والمبادرة الخلّاقة ورفع الحسّ الاجتماعيّ لديهم.
ختامًا، لقد كان لمشروع الوكالة الطّلّابيّة أثرٌ لافتٌ على شخصيّات متعلّمينا فكريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، أشعرهم كما أشعرنا بضرورة انفتاح المتعلّم على محيطه الاجتماعيّ، ومشاركته الفعّالة المواكبة لتطوّارت هذا العصر، لإعداده كي يكون قائد الغد.
أماني العوجي
معلّمة اللّغة العربيّة في القسم الثّانويّ
WhatsApp