مهما حاولنا النّسيان، إلاّ أنّ الذّكريات تبقى محفورة داخلنا، تأخذنا إلى عالم جميل نتذكّر فيه أجمل اللّحظات، ويبقى لها رونق خاصّ في القلب. ذكرياتٌ حفرناها داخل أعماقنا، وصور حفظناها في عيوننا، وحنين عظيم حبسناه داخلنا، في مخيّم ترفيهيّ اعتادت ثانويّتنا أن تنظّمه كلّ عام لمتعلّمي الثّانوي الثّالث، والّذي يهدف إلى:
– تنمية الصّحّة النّفسيّة والعقليّة بقضاء فترة زمنيّة في جوّ من الهدوء والرّاحة والبعد عن التّوترات العصبيّة النّاتجة من ضغط العمل والدّراسة.
– تنمية القدرات والعلاقات الإجتماعيّة نتيجة اشتراك الفرد مع زملائه في النّشاطات المتعدّدة وتعاونه معهم على إنجاز مختلف الأعمال.
– إتاحة الفرصة للفرد للدّراسة وإجراء التّجارب عن طريق الملاحظة والمشاهدة.
مخيّم ضجّ بضحكات متعلّمينا من خلال الأنشطة المتنوّعة الّتي رافقتهم، من سهرة النّار الّتي وطّدت نار الصّداقة بينهم، إلى ألعاب التّحدّي المختلفة الّتي ألهبت الحماس في قلوبهم، والألعاب المائيّة الّتي أضفت على نفوسهم السّكينة والهدوء، ناهيك عن مشاهدة كرة القدم الّتي أحيت في داخلهم روح الإصرار والتّحدّي. يرافقهم في كلّ هذا الأكل اللّبنانيّ ومذاقه الفريد الّذي ينقلنا إلى أفياء الوطن وترابه النّديّ.
هذه هي الحياة كالقطار، يجمعنا في محطّة، ويفرّقنا في أخرى، ليبقى متعلّمونا في قلوبنا، وتبقى ذكراهم عابقة في مخيّلاتنا.
هند عرابي
مشرفة تربويّة ومعلّمة لغة عربيّة في القسم الثّانويّ