حقوق الإنسان حقوقٌ متأصّلة في جميع البشر، مهما كانت جنسيّتهم، أو مكان إقامتهم أو جنسهم، أو عرقهم أو دينهم، أو لغتهم. فإنّا لنا جميعًا على اختلافنا الحق في الحصول على حقوقنا الإنسانيّة على قدم المساواة بدون تمييز وبشكلٍ غير قابل للتجزئة.
وانطلاقًا من رؤيةِ ثانويّتنا في إعدادِ جيلٍ مدرك لحقوقه وواجباته تجاه مجتمعه، واستشعارًا منّا لأهميّة غرس هذه القيم في روحه ووجدانه، ومساعدته على تطبيقها ونقلها من حيّز المعارف والمكتسبات إلى نطاق التّنفيذ والاختبار والممارسة، فقد ارتأينا أهميّة مشاركتهم في مهمّات أدائيّة لمحور حقوق الطّفل بالتّوازي مع إطلاع الأهل على مسار هذه المهمّات ومستجدّات العمليّة التعلميّة التّعليميّة التي يشارك فيها أبناؤهم.
وقد كان ذلك عبر مشاركة متعلّمي الصّف العاشر (المنهج الأجنبيّ) في جمع المعلومات المتعلّقة بمحور حقوق الطّفل والبحث في بعض الظواهر المجتمعيّة وأسبابها والوقوف على نتائجها واقتراح بعض الحلول المساعدة. كلّ ذلك قد تمّ في جوّ من الحماس والاندفاع والعمل التّطوّعي الاجتماعي ممّا ترك بصمة أمل وحبّ على ثغور الأطفال الذين شاركونا هذه المهمّة الأدائيّة.
هذا وقد انقسمَ الصّف إلى فريقيْن: فريق اختارَ جمع الملابس والتّبرعات النّقديّة للمساهمة في حصول الأطفال على حقّ الملبَس. وفريق آخر قام بإعداد Bake sale) ) لقسم المتوسّط في ثانويّتنا، إذ تمَّ تخصيص المبلغ النّاتج عن النّشاط للحصولِ على حقّ الطّبابة لبعض الأطفال.
أخيرًا، لقد كان لهذه المهمّةِ الأدائيّةِ أثرٌ كبيرٌعلى شخصيّات متعلّمينا ونفوسِهم، إذ استطاعوا رسمَ البسمةِ على وجوه أطفالٍ خاصمَتهم الحياة باكراً، فارتدّ ذلك سعادةً وحبوراً في أرواحِهم. بالإضافةِ إلى الأثر النفسيّ الاجتماعيّ لتلك التجربةِ، فقد عُزّزت بعض القيم في نفوسهم فازدادوا ثقةً بالنفس وإيمانًا بالقدرة على التَّغيير في المجتمعِ كقوّةٍ شابّةٍ فاعلةٍ في محيطِها.