إنّ للمرأة دورها الفعّال في نهضة المجتمعات، فهي لا تختلف عن الرّجل بأهميّة وجودها، بل إنّ المرأة نصف المجتمع كونها الأمّ، الأخت، الزّوجة والصّديقة. إنّها باختصار المجتمع بأكمله.
وبسبب ظواهر الظّلم المسلّط عليها من أمّيّة، عنف، عدم مساواة وانتهاك لحقوقها… والّتي تمنعها من التّطوّر الّذي تطمح إليه، شرع طلّاب الصّفّ الحادي عشر/ منهج فرنسيّ إلى دراسة إشكاليّة ” إلى أيّ مدى تُعتبر حقوق المرأة مهمّشة في مجتمعاتنا العربيّة؟” ضمن محور “فضاء عامّ، فضاء خاصّ”.
تساؤلات عدّة قادتهم للبحث عن أبرز المشاكل الّتي تهدّد النّساء في العالم العربيّ، فكانوا مستعلمين باحثين عن المعرفة… أثبتوا قدرتهم على تحمّل المسؤوليّة، فعكسوا بذلك ملامح المتعلّمين الملتزمين، الواثقين من أنفسهم، المنفتحين على قضايا القرن الحادي والعشرين. انقسموا إلى مجموعات عدّة، وأعدّوا مهامّا أدائيّة متنوّعة. بعضهم أجرى مقابلات مع الرّأي العامّ للوقوف على أهميّة عمل المرأة في المجتمع، والبعض الآخر توجّه إلى جمعيّات لدراسة حقّ المرأة في حضانة أطفالها، مؤكّدين على ضرورة وجود قانون مدنيّ لتنظيم الأحوال الشّخصيّة في لبنان. كما قدّمت مجموعة منهم عرضًا مميّزًا عن نساء رائدات في العالم العربيّ، كان لهنّ الدّور الأبرز في التّغيير. إضافة إلى إعداد ملصقات ورسوم فنّيّة تجسّد القضيّة بطريقة إبداعيّة.
ولأن مشاركة الأهل جزءٌ لا يتجزّأ من العمليّة التّربويّة، ومن أجل نشر ثقافة الوعي حول أهميّة الإشكاليّة، شارك طلّابنا أهاليهم تجربتهم التّعلّمية من خلال عروض مميّزة، قدّموها أمامهم بثقة عالية وأثاروا من خلالها نقاشات قيّمة، فظهروا مثقّفين، مبدعين، متأمّلين ومسلّحين بمهارات التفكير النّاقد، واعين لحجم القضيّة الّتي آمنوا بها.
رنا البزري
معلّمة لغة عربيّة