Articles

يوسف النقيب يتسلم من محمد راجي البساط كتاب ‘مقاصد صيدا بأقلام متخرجيها’ الثالث: يعبّر عن محبته للمقاصد وتعلقه بمدينته

ستقبل رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا المهندس يوسف النقيب في مقر الجمعية في عمارة المقاصد – صيدا الرئيس الأسبق للجمعية المهندس محمد راجي البساط الذي قدم له نسخة من كتاب “مقاصد صيدا بأقلام متخرجيها ( 1879 -2021 )/ 142 عاماً ويستمر العطاء ” وذلك بحضور الخريج المقاصدي الصحافي والكاتب الأستاذ نهاد حشيشو وأمين سر الجمعية الأستاذ مازن قبرصلي.

والكتاب الذي قام المهندس البساط بإعداده وتنسيقه ونشره يحكي عن ” المقاصد -صيدا ” بأقلام متخرجيها خلال الفترة من العام 1948 وحتى العام 2012 .

وقدم البساط خلال اللقاء شرحاً حول مضمون الكتاب وحصيلة الجهد الذي بذله في جمعه واعداده وتنسيقه ونشره . وكانت مناسبة للتداول في شؤون” المقاصد –صيدا”، وشكر خلالها البساط النقيب على الإنجازات التي حققتها الجمعية خلال ترؤسه لمجلسها الإداري، متمنياً عليه أن ينهي عهده بتعديل النظام الداخلي للجمعية بحيث يكون هناك مكتب للهيئة العامة يترأسه رئيس الجمعية.

النقيب

من جهته رحّب النقيب بحرارة بصدور هذا الكتاب المكمل لسلسلة الكتابين الأولين، واعتبر أن هذا الجهد الكبير الذي بذله البساط في إعداد الكتاب ونشره، إنما يعبّر عن مدى تأثره بمدرسته ومحبته للمقاصد وهو الذي تخرج منها، كما وتعلقه بمدينته التي أراد من خلال هذا العمل تكريس أهميتها كحاضنة للعلم والمعرفة والنضال الوطني.

تقديم وإهداء

والكتاب الذي يأتي في أكثر من 370 صفحة يستهله الناشر المهندس محمد راجي البساط بتقديم وإهداء يقول فيه “الحمد لله أن هيأ لنا إنجاز كتاب “مقاصد صيدا بأقلام متخرجيها ” الثالث. إن العديد من المقاصديين كانوا في كل لقاء ، يطلبون مني وبإلحاح ويستحثونني للإقدام على هذا الأمر!. لقد تلاقى عزمي وإرادتي بهذا الشأن مع رغبات وتشجيع كل هؤلاء المقاصديين .. المقاصد أصبحت صرحاً علمياً كبيراً ومؤسسة أهلية جامعة تحفظ تراث صيدا العلمي والإجتماعي والثقافي ، بفضل أبنائها الخيرين في هذا البلد الطيب ، والذين أوقفوا لها عقارات على امتداد رقعتها الضيقة دعماً لمسيرتها في عمرها المديد ، حتى وصلت الى ما هي عليه من تألق وازدهار” .

ويضيف البساط في تقديمه للكتاب ” ومع بداية أحداث 1975 في لبنان ، تعرضت المقاصد بسبب التضخم الإقتصادي الذي أصاب البلد الى ضائقة مالية كان عليها أن تزيد أقساطها تفادياً لذلك الوضع . الا أن إبن صيدا البار دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، الذي نال بحق لقب رئيسها الفخري قام بدعمها مادياً ، توفيراً على المقاصد وذوي الطلاب المنتسبين الى مدارسها ، عبر إمدادات مالية أسهمت بسد هذا العجز الذي كان يمكن أن يترتب . ولم تقف مبادرته عند هذا الحد ، بل أتبعها بمبادرة تمثلت ببناء المدرسة التي ربته (مدرسة فيصل الأول ، مدرسة عائشة أم المؤمنين المجانية )، أتبعها ببناء الصرح العلمي المتقدم ( ثانوية حسام الدين الحريري ) التي تعتبر مركزاً لإمتداد عمراني مدني واسع لبلدتنا ضيقة المساحة لظروف تاريخية وسياسية؟!.

ويقول ” كل هذا التطور العملي والتربوي والعقاري ستذكره الدفعة الأولى من متخرجي هذا الصرح ” ثانوية حسام الدين الحريري ” الذين كتبوا ذكرياتهم المقاصدية كما متخرجو ثانوية المقاصد الأم وسيرتهم في خضم الأعمال التي تبوؤها والتي تليق بهم وبمدرستهم . كذلك لا يسعنا إلا أن نذكر بالخير الحاج يوسف البساط لمساهمته متبرعاً في بناء عمارة المقاصد ثم قيامه بإنجاز كامل الأعمال التكميلية من جيبه الخاص ، هادفاً الى عدم استعانة المقاصد بقروض ” ربوية ” وأن تكون مداخيلها في خدمة تنمية عقاراتها “.

ويختم البساط تقديمه للكتاب بالقول ” إننا نهدي هذا الكتاب الى كل أبناء البلد الطيب ، الذين واكبوا ويواكبون مسيرة “المقاصد –صيدا ” دعماً مادياً ومعنوياً منذ تأسيسها وفي عمرها المديد !.. 142 عاماً والمقاصد تستمر بالعطاء ” .

مضمون الكتاب

ويتضمن فهرس الكتاب عرضاً لأبرز مدراء ثانوية المقاصد مع سطور كتبت عن تجربتهم وسيرهم ومؤهلاتهم، منهم المدير الدكتور حسن الشريف الذي عمل مديراً للكلية من عام 1977 – 1973 وكانت تجربته مميزة إذ عمل على تطوير الكلية بمناهجها وهيكليتها وتعريبها. كذلك الراحل رياض مجيد شمس الذي عمل مديراً لكلية المقاصد للتعليم العالي1992 – 1982 وهي تأسست في مرحلة لاحقة لكنها كما عنون لها لم تتم فصولاً.

وكذلك يتضمن الكتاب، كتابات سير عديدة بأسماء خريجين وخريجات من مقاصد صيدا الأم وفرعها الذي نشأ حديثاً في منطقة شرحبيل. كما أن متخرجين بارزين ومميزين غير لبنانيين كتبوا أيضاً عن تجربتهم المدرسية في مقدمهم الرئيس الأسبق للوزراء في الجمهورية العربية اليمنية الراحل محسن أحمد العيني فهو يقول ” إن الفترة التي أمضيتها في مقاصد صيدا تركت أعمق الأثر في نفسي ففيها تأهلت لمتابعة الدراسة، وتوطدت العلاقة بيني وبين بعض الزملاء ولم تنقطع علاقتي معهم، وأذكر منهم على سبيل المثال، لا الحصر، الدكتور محمد المجذوب عميد كلية الحقوق في بيروت، والدكتور عدنان مروة، اللذين كنت ألتقيهما في مؤتمرات ومناسبات عدة”.

وكتب متخرج آخر أيضاً عن تجربته وهو من المملكة العربية السعودية إبن الرياض عبد الرحمن ناصر ثنيان الذي أصبح لاحقاً مديراً لمصرف كبير في بلده فقال بهذا الخصوص “أيامي المقاصدية في صيدا من أطيب ذكرياتي التي عشتها فتحياتي الى هذه المدرسة العريقة ولأهالي المدينة التي أحببتها. وعندما أذكر مقاصد صيدا فإنني أذكر معها أنها هي التي فتحت لي الطريق للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية حيث تمكنت بواسطة شهادتي التي نلتها فيها أن أحصل على الوظيفة التي حددت لي مستقبل حياتي. إنني أكن لهذه الكلية ولكل أساتذتها وزملائي الإحترام الكبير وأدعو لها أن تستمر في العطاء”.

وبعد عرض أسماء عديد المتخرجين والمتخرجات وما كتبوه من سير وأخبار ومن كافة الفروع مع صورهم، تنتهي صفحات الكتاب الى فهرس الملاحق، وفيه عناوين إندرجت بالتتابع وهي: “كلمة الناشر في حفل تقديم كتاب مقاصد صيدا بأقلام متخرجيها الثاني، إحياء لذكرى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، مقالة عن جهود المقاصد الأثيرة في صيدا – بقلم الدكتور قصي الحسين، الأناشيد: النشيد الوطني اللبناني، نشيد المقاصد والأناشيد العروبية، حزب البعث العربي الإشتراكي (الذي برز بين طلاب المقاصد لدى تأسيسه): البدايات الأولى: دمشق والجامعة الأميركية ببيروت ومقاصد صيدا الإسلامية “.

الكتابان الأول والثاني

إشارة الى انه الكتاب الثالث للمهندس البساط عن متخرجي ومتخرجات المقاصد بأقلامهم، يضاف الى كتابين أول وثان ٍ كانا صدرا بالتتالي في سنوات سابقة بمناسبة الذكرى السنوية المائة والثلاثين لتأسيس الجمعية (2009 – 1879) . ولدى صدور الكتاب الأول ، يومها كتب المهندس البساط عن فكرة كان أراد تنفيذها، تتعلق بـ”كتاب بأقلام المتخرجين الأوائل، يؤرخون في كتاباتهم، سيرتهم المقاصدية، ومراحل التعلم فيها، إضافة الى سيرتهم الذاتية، والمراكز المميزة التي تبوؤها بعد التخرج “. وهو أضاف في مكان آخر، أن هذا الكتاب” توثيق لحقبة مميزة وهامة في تاريخ مقاصد صيدا يمكن لأي مؤرخ الإفادة للتأريخ لصيدا ومؤسستها العريقة”.

كما نشرت بعض الصحف بعد صدور الكتاب الأول ثم الثاني كتابات عديدة عن أهمية هذين الإصدارين، ومنها مقالة الدكتور قصي الحسين التي نشرت في جريدة الحياة بتاريخ 2 شباط 2018 ، وجاء فيها “حقيقة، قلما نجد كتاباً توثيقياً عن صيدا بأقلام متعددة وبثقافات وتواريخ لتأريخ المدينة، أكثر تعددياً، مثل هذا الكتاب الذي حدب على هندسته محمد راجي البساط رئيساً للجمعية وناشراً للكتاب الذي يؤرخ بشكل أو بآخر للجهود الأثرية والأثيرة في صيدا البلد وفي صيدا المقاصد”.

WhatsApp